تسود حالة من التوجس وتوقع الفشل لمشاورات السويد بين الحكومة اليمنية والحوثيين التي انطلقت الخميس الماضي في مدينة ريمبو برعاية أممية.
وانطلقت محادثات سلام بعد عامين من التوقف في وقت تهدد فيه المجاعة ملايين اليمنيين ويتضاءل دعم الحلفاء الغربيين للحملة العسكرية التي تقودها السعودية.

وتوالت ردود فعل نشطاء يمنيين حول توقعاتهم بفشل تلك المشاورات التي أكملت يومها الثالث، انطلاقا من التواطؤ الدولي والأممي تجاه ما تمارسه جماعة الحوثي، وتعنتها في كل المشاورات السابقة، وكذا تخبط الحكومة اليمنية وتراخيها.
تعنت مستمر
الباحث اليمني مدير مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية عبدالسلام محمد توقع فشل مشاورات السويد، مشيرا إلى تعنت جماعة الحوثي في كل المفاوضات السابقة ونقضها للكل الاتفاقيات.
وقال عبدالسلام في منشور له على فيسبوك “لو خصصت مشاورات السويد للألغام فقط من أجل تسليم الخرائط لانقاذ اليمنيين وجبر الضرر الذي أحدثته الغام الحوثيين لاحتجنا سنوات مفاوضات وربما لفشلت دون تحقيق نتائج”.
نفاق العالم
الإعلامي أحمد الزرقة إن مشاورات السويد بين أطراف الأزمة اليمنية ستكتب لها الفشل، مستشهدا بالمثل الشعبي “لو كانت شمس كانت أمس” في إشارة منه إلى مراوغة الحوثيين وعدم انصياعهم إلى أي حلول.
وقال “لن يشبع الحوثي من الحرب، ولن يحاول الفطام منها؛ فهي الشيء الوحيد الذي يتقنه، وهي من قدمته للعالم كطرف وسلطة أمر واقع كما يسميه المبعوث الاممي ومنظمات الامم المتحدة” مشيرا إلى أنه بالحرب وحدها يعيش المشروع الحوثي ويزدهر، ويثرى أمراء حربه على حساب حياة وجوع ملايين اليمنيين.
واضاف “الانقلاب والحرب التي شنتها مليشيا الحوثي وتوظيفه للكتائب الناعمة والأدوات والمنظمات المائعة وأصحاب المواقف الملتبسة ومنظومة الفساد المحلية والاقليمية والدولية أسباب في استمرار كذبة الحوثي وتحولها لمظلومية كما يراد تسويق ذلك”.
وتابع الزرقة الذي يعمل مديرا لقناة بلقس الفضائية قائلا: “الحوثي يسعى للتفاوض على ما في الآخرين وليس على مبدأ الإقرار بالخطأ او من أجل إحلال سلام فذلك اخر ما يتمناه”.
وأشار إلى أن العالم الذي قبل أن تجلس مليشيا على طاولة الحوار يستمر في النفاق والمغالطة وفق مصالحه ووفق ما يمكن الاستفادة منه من خلال الابقاء على فزاعة المليشيا التي لا تفكر سوى في ضمان استمرار الحرب والمماطلة والتلاعب بالمفاهيم والمصطلحات.
واعتبر الزرقة بقاء الحوثي متحكما في مصير ملايين اليمنيين وفي مستقبل اليمن يتحمل التحالف جزء كبير من المسؤولية لاضعافه موقف الشرعية وتحويلها لأداة عرجاء ممتلئة بالتشوهات، نظرا لامتلاكه اطماعا واجندات لا تنسجم مع استعادة الدولة في اليمن وانتهاء الانقلاب.
تجاهل السجون
الكاتب الصحفي عبدالرقيب الهدياني، انتقد اتفاق الاطراف في مشاورات السويد خصوصا الافراج عن المعتقلين والاسرى بين الحكومة والحوثيين في حين لم يشيروا إلى المعتقلين والمخفيين في سجون سرية تشرف عليها الامارات في جنوب اليمن.
وقال “ام مختطف في سجن الامارات بعدن تتساءل عن تبادل الاسرى بين الجانبين: عن الاسرى او المختطفين المعتقلين في سجون التحالف لم يذكرهم أي أحد ولا شملهم اي اتفاق، لانهم خارج الطرفين”.
واضاف : “في سجن بئر احمد الآن 70 معتقل حوثي من الذي قاتلونا بعدن أيام الحرب بيشملهم الاتفاق وسيخرجوا وعيالنا الابرياء في نفس السجن معتقلين، بالله من يرضيه هذا الكلام”.
معضلة السلاح
الصحفي محمد الجرادي هو ايضا اشار إلى فشل المشاورات وتساءل قائلا: هل سيسلم الحوثي سلاحه في حال اتفقوا في مشاورات السويد؟ مضيفا: “لن يسلم قطعة واحدة من السلاح الذي بحوزته لأي حكومة مهما كان حجم تمثيله فيها، أنه قوته وعصب حياته”.
اما الصحفي حسن الفقيه، فقال إن “التراخي والتنازل قيد أنملة عن المرجعيات الثلاث، والسلام العادل هو بيع اليمن لـ 1000 عام قادمة لهذه الجماعة السلالية”.
فيما الصحفي جمال الغراب فقال إن “مفاوضات السويد ليست من أجل إيقاف الحرب كما يوهمونكم، بل من أجل إطلاق الأسرى لرفد جبهات القتال، وإطلاق المعتقلين السياسيين بهدف تأجيج الصراع، والاتفاق على فتح المطارات لتوريد مزيدا من الذخائر و الأسلحة التي أوشكت على الانتهاء، وإطلاق الصحفيين لنقل مجريات هذه المعارك”.
بيع الوهم
الباحث ثابت الأحمدي قال إن “استكهولم السويدية ستنتهي كما بدأت بكل تأكيد، ولن تغير في موازين القضية شيئا يذكر” واضاف ساخرا: لكن هل تتوقعون أن يتم إعلان البيان الختامي بهذه الصراحة؟ .
واضاف: “سيضيفون عليه من الألفاظ والتعبيرات والإضافات ما يجعله بداية لفصل جديد مبشر بالخلاص، لن يصدموا الناس بالحقيقة المرة، بل سيبيعون لهم الوهم، كما باعوه من قبل في مشاورات جنيف 1 وجنيف2، والكويت”.
وتابع : “لأسرى.. الميناء.. الرواتب.. ال…. هذه جزئيات من جزئيات الحوار، لا التفاوض ولا التشاور، وان القضية الرئيسية والجوهرية هي إنهاء الانقلاب وتسليم الدولة كاملة، واضاف “غير هذا سنطحن الطحين، ونعجن العجين”.
رابط المادة:
I have read so many articles regarding the blogger
lovers however this paragraph is in fact a good post, keep it up.
إعجابإعجاب